عدد المساهمات : 435تاريخ التسجيل : 16/12/2011العمر : 29
موضوع: رسالة إلى كل طموح..!! السبت ديسمبر 17, 2011 10:47 pm
~..قوة الإرادة..~
في عام 1989 ضرب زلزال مدمر أرمينيا، وكان من أقسى زلازل القرن العشرين وأودى بحياة أكثر من خمسة و عشرين ألف شخص خلال عدة دقائق، ولقد شلت المنطقة التي ضربها تماماً وتحولت إلى خرائب متراكمة،
وعلى طرفتلك المنطقة كان يسكن فلاح مع زوجته، تخلخل منزله
ولكنه لم يسقط، وبعد أن اطمأن على زوجته تركها بالمنزل وانطلق راكضاً نحو المدرسة الابتدائية
التي يدرس فيها ابنه والواقعة في وسط البلدة المنكوبة، وعندما وصل وإذا به يشاهد مبنى المدرسة وقد تحول إلى حطام لحظتها وقف مذهولاً واجماً، لكن وبعد أن تلقى الصدمة الأولى ما هي إلا لحظة أخرى وتذكر جملته التي كان
يرددها دائماً لابنه ويقول له فيها: مهما كان (سأكون دائماً هناك إلى جانبك)، و بدأت الدموع تنهمر على وجنتيه، وما هي إلا لحظة ثالثة إلا وهو يستنهض قوة إرادته و يمسح الدموع بيديه ويركز تفكيره ونظره نحو كومة الأنقاض ليحدد موقع الفصل الدراسي لابنه وإذا به يتذكر أن الفصل كان يقع في الركن الخلفي ناحية اليمين من المبنى، و لم تمر غير لحظات
إلا وهو ينطلق إلى هناك و يجثو على ركبتيه ويبدأ بالحفر، وسط يأس وذهول الآباء والناس العاجزين حاول أبوان أن يجراه بعيداً قائلين له: لقد فات الأوان، لقد ماتوا،
فما كان منه إلا أن يقول لهما: هل ستساعدانني؟
، واستمر يحفر ويزيل الأحجار حجراً وراء حجر، ثم أتاه رجل إطفاءيريده أن يتوقف لأنه بفعله هذا قد يتسبب بإشعال حريق، فرفع رأسه قائلاً: هل ستساعدني؟
واستمر في محاولاته، وأتاه رجال الشرطة يعتقدون أنه قد جن، وقالواله: إنك بحفرك هذا قد تسبب خطراً.. وهدماً أكثر،
فصرخ بالجميع قائلا: إما أن تساعدوني أو اتركوني،
وفعلا تركوه، ويقال أنه استمر يحفر ويزيح الأحجار بدون كلل أو ملل بيديه النازفتين لمدة (37 ساعة)، وبعد أن أزاح حجراً كبيراً بانت له فجوة يستطيع أن يدخل منها فصاح ينادي:
(ارماند)، فأتاه صوت ابنه يقول: أنا هنا يا أبي،لقد قلت لزملائي، لا تخافوا فأبي سوف يأتي لينقذني وينقذكم لأنه وعدني أنه" مهما كان سوف يكون إلى جانبي."
مات من التلاميذ 14، وخرج 33 كان آخر من خرج منهمارماند ، ولو أن إنقاذهم تأخر عدة ساعات أخرى لماتوا جميعا، والذي ساعدهم على المكوث أن المبنى عندما انهار كان على شكل المثلث،
نقل الوالد بعدها للمستشفى، وخرج بعد عدة أسابيع. والوالد اليوم متقاعد عن العمل يعيش مع زوجته وابنه المهندس.
الذي أصبح هو الآن الذي يقول لوالده: مهما كان سأكون دائماً إلى جانبك...!
قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله : " لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته، لأزاله"
إن تحقيق هدفك في الحياة بحاجة إلى مزيد من العزيمة، و قوة الإرادة و الثقة بالنفس، و القوة النفسية، بيد أنك ستواجه سيلاً عارماً من التثبيط ومن التشكيك، ومن التنقيص،
لذلك عليك أن تكون على على قدر طموحاتك ورغباتك، وأن تعمل على تقوية إرادتك لتصبح عصية على الانكسار.